فن كتابة المحتوى الرقمي الحصري واعادة الصياغة

المفاهيم التي يجب أن نفهمها جيدا حول معنى المحتوى الرقمي الحصري

112

فن كتابة المحتوى الرقمي الحصري واعادة الصياغة

 

من أكبر التحديات عند كتابة المحتوى الرقمي الحصري هو مهارات فن كتابة المحتوى الرقمي وعمليات اعادة الصياغة لكي يخرج  المحتوى بشكل يجعل محركات البحث تتعرف على كلماتك كأنها جديدة وحديثة وأصلية وعندها تظهر افضلية موضوعك عند البحث عنه في جوجل على سبيل المثال ليتصدر في الصفحات الأولى.

كتبت هذه المقالة عدة مرات ولكن للأسف بمجرد انتهائي منها تختفي الكلمات ولا استطيع استرجاعها، وفي كل مرة أندم بشدة على نسياني حفظ الملف وعندما اعيد كتابتها استمتع مرة اخرى وتخرج المقالة كأفضل من المرة السابقة.

الأن اريد ان اكتب عن بعض المفاهيم التي يجب أن نفهمها جيدا حول معنى المحتوى الرقمي الحصري وذلك لأن هذا الموضوع يعتبر أمراً قانونياً بالغ الأهمية في المجتمعات الدولية حيث أن هناك قوانين تُجرم السرقة الأدبية وهو ما تعتمد عليه جوجل في تصنيف الكتابات المنشورة على الإنترنت.

سأتحدث هنا عن بعض امور هامة جدا بخصوص المحتوى الحصري واعادة الصياغة لأن الأمر بشكل عام عبارة عن التعامل مع روبوتات الكترونية لا تفهم ولذلك إن فهمت كيف تتعامل معها ستنجح في اعادة الصياغة لإنتاج محتوى حصري بشكل كامل:

أولاً: المحتوى الذي يمتلك حقوق ملكية فكرية على الإنترنت هو المحتوى الذي قام شخص ما بنشره أولاً وقامت الروبوتات في محركات البحث بأرشفته أولاً بإسمك، فمثلاً ان كنت انت مؤلف لكتاب منشور منذ عشر سنوات وقام احد المدونين بنشر كتابك على هيئة مقالات كاملة منسوخة بنسبة مائة في المائة من كتابك وتم ارشفة هذه المقالات فإن الأرشفة تتم على اساس انها ملك خالص لهذا المدون وليست ملكاً لك، فإن قمت انت بنشرها بعد ذلك على موقعك وبإسمك ووضعك اثباتات ملكية الكتاب والمقالات لك فإن روبوتات جوجل غالباً ستعتبر مقالاتك كلها انتهاك لحقوق الملكية الفكرية لهذا المدون الذي قام بالنشر أولاً.

ثانياً: حقوق الملكية الفكرية عادة ما تستمر لمدة خمس وعشرون سنة من تاريخ كتابتها (أو أرشفتها على محركات البحث) ولهذا فإن أقدمية الكتابة لهذا المقال ونشره على الإنترنت هي المعيار الأهم في حفظ الحقوق للناشر.

ثالثاً: تظهر في كثير من الأمور وخصوصاً على اليوتيوب أن هناك بعض الشركات الإعلامية قد قامت منذ زمن باكتشاف هذا العيب الخطير في حفظ الحقوق الأدبية سواء كانت كتابية أو صوتية أو تصوير فيديو ولهذا قامت هذه الشركات بنشر الكثير من الفيديوهات على اليوتيوب بأصوات مقرئين مشهورين أمثال المنشاوي والحصري وعبد الباسط والعجمي والغامدي وغيرهم وحيث أن هؤلاء المُقرئين قد تبرع كثير منهم بقرائته للقرآن لله وللمسلمين فلا يُريد منها شيئاً إلا أن هذه الشركات قد استولت على الحقوق لهذه الأصوات فإن قام أحد الناس بنشر فيديو يحتوي على صوت أحد هؤلاء القراء ستأتيه مطالبة بالحقوق على الفور من ادارة اليوتيوب.

رابعاً: انا لا اتحدث هنا عن مشروعية الامر أو عدم مشروعيته، ولكني اهتم بإعادة الصياغة، فمثلاً هناك موضوعات أدبيه تراثية ليس لها حقوق فعلى سبيل المثال قصيدة “صوت صفير البلبل” للأصمعي، فإن قمت انت بكتابتها في أحد مقالاتك فبلا شك سيعتبرها جوجل انتهاكاً وسرقة أدبية وذلك لأن هناك من سبقك وكتبها في موقعه وقد تمت ارشفتها على موقعه قبلك بزمن بعيد ولهذا فأهمية كتابه المحتوى هو اعادة الصياغة للمحتويات التراثية أو الهامة التي تريد نقلها على موقعك.

ربما تحدثنا بعد ذلك في منهجية تفصيلية عن اعادة الصياغة الحرفية ولكنها اجمالاً تدور حول سته موضوعات تفصيلية هي (استعمال المرادفات للكلمات الدلالية، تغيير حروف الجر والصيغ البلاغية، التعليق والشرح لكل الفقرات، اعادة ترتيب الفقرات، التقديم للمقالة والتعليق عليها، مضاعفة عدد كلمات المقالة بشكل عام).

ولكن للتعرف على فن صياغة المحتوى الرقمي الفاخر – أضغط هنــــــــــــــــــــــــا

أردت هنا أن استعرض نموذجاً جميلاً لإعادة الصياغة في مجموعة ابيات شعرية بعنوان ” ابشير قل لي ما العمل” وقد اعاد صياغتها الكاتب فغير اسم المعلم إلى ” أأسامه قل لي ما العمل” فكانت مقالته كالتالي (مع بعض اعادة الصياغة بالطبع).

فكتب الكاتب قائلاً:

قصة رائعة موجزة ومعبرة حدثت أثناء فترة الإختبارات عام 3322 لأحد مدرسي اللغة العربية واسمه (أسامة )..

 

فبعد انتهاء الإختبار الخاص بمادة البلاغة قام المعلم أسامة بتصحيح أوراق الاجابة للطلاب المُختبرين …

وكان بعض الطلاب في كثير من الأحيان يقوموا بترك سؤالاً أو سؤالين بدون إجابة

وهو أمر دارج إلا أن ما أثار استغراب المعلم ولفت انتباهه ودهشته أن هناك ورقة إجابة أحد الطلاب تركها خالية تماماً …!؟

فكان الطالب لم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان

 

أسامة قل لي ما العمل .. واليأس قد غلب الأمل

قـيـل امـتـحـان بلاغــة .. فحسبته حان الأجل

وفزعت من صوت المراقب .. إن تنحنح أو سعل

و أخذ يجول بين صفوفنا .. و يصول صولات البطل

أسامة مـهـلاً يـا أخـي . . ما كل مسألة تحل

فـمـن الـبــلاغة نـافـع .. ومن البلاغة ما قتل

قـد كـنـت أبـلـد طالب .. و أنا و ربي لم أزل

فـإذا أتـتـك إجابتي .. فيها السؤال بدون حل

دعها وصحح غيرها .. والصفر ضعه على عجل

 

,. . فما كان من المعلم (أسامة ) سوى إعطاء هذا الطالب درجة النجاح في مادة البلاغة 

لأن الهدف التربوي الذي كان المعلم يسع لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة قد تحقق في هذا الطالب

لأن الطالب ببساطة استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة…

 

وهنا انتهت القصة 

ويظهر فيها امور رائعة في منهجية اعادة الصياغة وعند مقارنتك لهذه المقالة مع الصورة المنشورة بالأعلى للقصيدة الأصلية سيظهر لك تفاصيل الإختلاف وكيف تعامل معها الكاتب في اعادة الصياغة