تنمية الإبداع عند طلابنا 

 يعتبر الإبداع Creativity أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعين يلعبون دورا مهما وفعالا في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية

367

تنمية الإبداع عند طلابنا يعتبر هدف حيث ان الإبداع هو مفتاح تطور المجتمعات وركيزة أساسية في تحقيق التنمية الشاملة. واستثمار هذا الإبداع في طلابنا يعتبر أمرًا حيويًا لضمان مستقبل مشرق ومستدام. إن تنمية الإبداع عند الطلاب ليست مجرد هدف تربوي، بل هي ضرورة تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على أهمية تنمية الإبداع عند طلابنا وكيف يمكن تحقيق ذلك.

 

 أهمية تنمية الإبداع:

 

  1. تحفيز التفكير الإبداعي:

تنمية الإبداع تشجع على التفكير الإبداعي، الذي يمكن أن يكون محفزًا للابتكار والتطوير. عندما يتعلم الطلاب كيفية التفكير خارج الصندوق، يكونون أكثر قدرة على حل المشكلات والتعامل مع التحديات بطرق مبتكرة.

 

  1. تعزيز الثقة بالنفس:

تنمية الإبداع تسهم في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب. عندما يكتشفون قدراتهم الإبداعية ويحققون نجاحات في تحقيق أفكارهم، يزداد شعورهم بالاعتزاز بأنفسهم، مما يؤدي إلى تحسين مستوى الثقة بالنفس والإيمان بقدرتهم على التأثير الإيجابي.

 

  1. تعزيز التعلم الشامل:

الإبداع يعزز عملية التعلم الشامل، حيث يكون الطلاب أكثر فعالية في استيعاب المعرفة وتطبيقها في سياقات متنوعة. يسهم التفكير الإبداعي في توسيع آفاق الفهم وتعزيز قدرتهم على استيعاب المفاهيم بشكل أعم.

 

 كيفية تنمية الإبداع عند طلابنا:

 

  1. تشجيع على التفاعل والتعاون:

تشجيع الطلاب على التفاعل مع بعضهم البعض والتعاون في مشاريع مشتركة يعزز الإبداع. من خلال تبادل الأفكار والتجارب، يمكن للطلاب توسيع آفاقهم والاستفادة من تنوع الأفكار.

 

  1. إتاحة الفرص للتجارب العملية:

توفير فرص للتجارب العملية يمكن أن يكون له تأثير كبير على تنمية الإبداع. سواء كانت هذه التجارب في المجالات الفنية، العلمية، أو غيرها، يمكن للطلاب تطبيق ما يتعلمون في سياقات عملية، مما يعزز الإبداع والابتكار.

 

  1. تحفيز التفكير النقدي:

تحفيز التفكير النقدي يلعب دورًا هامًا في تنمية الإبداع. عندما يتم تحفيز الطلاب على التساؤل والتحقيق، يطورون قدراتهم على فحص المعلومات وتقييمها بشكل أعمق، مما يفتح المجال أمام فرص الإبداع.

 

  1. توفير بيئة داعمة:

إن توفير بيئة تعليمية داعمة تعزز الإبداع. يجب أن تكون الفصول الدراسية محفزة ومجهزة بالموارد اللازمة لتحفيز الطلاب على التفكير الإبداعي. كما يجب أن تدعم المدرسة والأسرة هذا العمل بالتعاون لتحقيق أقصى استفادة.

 

تنمية الإبداع عند طلابنا هي مهمة لا يمكن تجاهلها في عصر التحولات والتطورات السريعة. من خلال تحفيز التفكير الإبداعي وتوفير الفرص والبيئة الملائمة، يمكن أن نحقق لطلابنا فرصًا أوسع للتف

 

تنمية الإبداع عند طلابنا 

        حيث يعتبر الإبداع Creativity أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعين يلعبون دورا مهما وفعالا في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية (منى، 1993) ، ومجتمعنا الفلسطيني يعاني اليوم من مشكلات تربوية وتعليمية وسلوكية واجتماعية وسياسية، هو إلى أمَس الحاجة في الاهتمام بالطلاب المبدعين ،رجال الغد ، الذين يبنون الحضارات ويصنعون التقدم لامتهم وللعالم اجمع، فما أحوج طلابنا إلى الاهتمام من جانبنا لتنمية النواحي العقلية والمعرفية في سبيل إخراج طاقات الإبداع عندهم وتوجيهها الوجهة السليمة المناسبة، لتنتج لنا بعد جهد جهيد  ضروريات الحياة في مختلف الجوانب ويكون واقعنا عندها، افضل واحسن. 

  إن الفرد المبدع يعتبر ثروة وطنية، جوهرة نفيسة، يجب البحث عنها والحفاظ عليها، لما يمكن أن يسهم فيه من تقدم وازدهار حضاري. 

من خلال هذه المقالة سنتطرق إلى ،مفهوم الإبداع في اللغة ،تعريف الإبداع، علاقة الإبداع بالذكاء، مستويات التفكير الإبداعي، كيفية تنمية الإبداع, صفات الشخص المبدع، خصائص التفكير الإبداعي. 

مفهوم الإبداع في اللغة 

إن تناول موضوع الإبداع في قاموس اللغة العربية واسع جدا ، ليس من السهل حصرة في فقرة قصيرة ، ولكن سوف أسهب في التعريف للتسهيل والتوضيح . ” بدع ” : البديع : المُبْتدع ُ، وهو من أسْماءِ الله الحُسنَى، لإبداعهِ الأشْياء وإحداثه إيّاها، وهو البديعُ الأوَّل قْبل كل شيءٍ . وقال أبو عدنان :المُبتدِعُ : الذي يأتي أمراً على شبهٍ لم يكن ابتدأه إياه، والبديع من أسماء الله عز وجل لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها،  قال الله جل شأنه: ” بديعُ السّمواتِ والأرْضِ ” (سورة البقرة الاية 117)، أي أنه أنشأها على غير حذاء ٍ ولا مثال .والبديع أيضا: المبتدع. يقال جئتُ بأمر ٍ بديع ٍ، أيْ مُحْدَثٍ عَجيِـِبٍ، لمْ يُعْرفْ من قبْل ذلكَ (الزبيدي ، 1994).                                                                                                        

تعريف الإبداع  

يمكن تعريف الإبداع انه ” الخروج عن المألوف “، والإبداع بالمفهوم التربوي عملية تساعد المتعلم على أن يصبح أكثر حساسية للمشكلات وجوانب النقص والثغرات في المعلومات واختلال الانسجام وما شاكل ذلك، وتحديد مواطن الصعوبة والبحث عن حلول وتكهن وصياغة فرضيات واختبار هذه الفرضيات واعادة صياغتها أو تعديلها من أجل التوصل إلى نتائج جديدة ينقلها المتعلم /ة للآخرين ( جبر،2000) . 

          والإبداع أيضا هو القدرة على التفكير للتوصل إلى إنتاج متنوع وجديد يمكن تنفيذه، سواء في مجال العلوم أو الفنون أو غيرها من مجالات الحياة المختلفة، فالنجار الذي يصنع الأثاث بصورة جديدة أو بشكل غير تقليدي يعتبر مبدعاً، وكذلك الفنان الذي يرسم لوحة جميلة بغير مثيل سابق يعتبر مبدعاً، والعالم الذي اكتشف قوة البخار من رؤيته لغلاية على موقد فاستخدمه في عمل القاطرات، يعتبر مبدعاً، والكاتب الذي يعبر عن الأفكار بأسلوب جميل، شخص مبدع ( عبد الرازق ، 1994). 

    ليس من السهل  تعريف الإبداع كونه ظاهره أو موضوع على جانب من التعقيد، مع تباين واضح بين العلماء وعدم اتفاقهم على تعريف واضح محدد، فبعض العلماء يقصدون بالإبداع القدرة (Ability) ، على خلق شيء جديد أو مبتكر تماما واخراجه إلى حيز الوجود، بينما يقصد بعضهم الآخر في الإبداع  العملية (Process ) أو العمليات  وخصوصا ً السيكولوجية ، التي يتم بها ابتكار الشيء الجديد ذي القيمة العالية، في حين ينظر فريق ثالث إلى الإبداع في حدود العمل الإبداعي ذاته أو المحصلة، أو الناتج الذي ينشأ عن القدرة على الإبداع وعن العملية الإبداعية التي  تؤدي في آخر الأمر إلى إنجاز العمل الإبداعي وتحقيقه ( جامعة القدس المفتوحة ، 1997). 

ويعرف الإبداع أيضا على انه استجابة جديدة مختلفة وغير متوقعة لموقف ما، يحوى طلاقة التفكير وتنوع الاستجابات للمثير، ومرونة التفكير والأصالة أي الأداء الذكي المميز، والتفصيل، أي إضافة معلومات موسعة وتفصيلية إلى الأفكار الرئيسية(الخطيب و الحديدي ، 1997 ). 

   ويمكنني أن أقدم تعريفي الخاص للإبداع، الإبداع هو ما ينتج عنة تفكير إبداعي أصيل، مميز ونافع يساعد في تطور تربوي أو اجتماعي أو تكنولوجي ما، أو يساهم في حل مشكلة ما  بطريقة مبتكرة أو مميزة معتمدا على أصالة التفكير في فحص اكبر عدد ممكن من الفرضيات المتوفرة واختيار الأحسن والأنسب للواقع التربوي او الاجتماعي أو التكنولوجي وغيرة. 

 علاقة الإبداع بالذكاء : 

     تضارب الآراء بين العلماء والباحثين حول العلاقة ما بين الإبداع والذكاء، فمنهم من يرى أن القدرة على الإبداع مستقلة استقلالاً نسبيا عن الذكاء، في حين يرى فريق آخر، أن هناك علاقة بين الإبداع والذكاء، أما الفريق الثالث فيرى أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء بل وتشكل جانبا ً من جوانبه (جامعة القدس المفتوحة ،1992; عبد الرازق ،1994).  

        وإنني اوصي إلى تبني الفرض الثالث ، من حيث العلاقة القوية والواضحة بين الإبداع والذكاء، وإلا كيف يمكن للإنسان أن ينتج شيئا جديدا مميزا ذا مواصفات مميزة أو أن يستطيع حل مشكلة ما بطريقة إبداعية مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الفرضيات ومقارنة الأفضل والأحسن !! 

         ويوجد اتفاق شبه عام بين الباحثين من أجل تحقيق نتاجات إبداعية عالية لا بد من توافر حد أدنى من الذكاء يختلف من مجال إلى أخر في مجالات النشاط، العلمي أو التربوي أو الفني وغيرة، هذا وعندما يتجاوز الذكاء حدا ً معينا ً ليس من الضروري أن يقود ذلك الذكاء إلى نمو في الإبداع، فالحد الأدنى الذي يتطلبه الإبداع العلمي مثلا ً وفق ما يراه بعض الباحثين يعادل نسبة ذكاء ( 110 – 120 ) درجة، أما الحد الأدنى للذكاء المطلوب في الإبداع الفني ( 95 – 100 ) درجة ، ويبين لنا هذا ورغم التباين في درجات الذكاء من مجال إلى آخر ضرورة توفر عنصر الذكاء، كمطلب أساسي للاكتشافات والاختراعات العلمية والثقافية والفنية (جامعة القدس المفتوحة ،1992; عبد الرازق ،1994). 

  وينقلنا هذا الأمر في التباين والخلاف بين العلماء إلى تقسيم ” تايلر ” فيما يتعلق بمستويات التفكير الإبداعي. 

  

  مستويات التفكير الإبداعي : 

         يرى ” تايلور” فكرة مهمة حول التفكير الإبداعي، وهي فكرة مستويات الابتكار، ففي رأيه أن الإبداع يختلف في العمق وليس في النوع، ومن غير الصائب التمييز بين الإبداع العلمي والإبداع الفني مثلا لأنه يتعدى حدود المحتوى، وما يهمنا من مقترحات ” تايلور ” أنه يحدد خمسة مستويات للتفكير الإبداعي وهي: 

  1. مستوى الإبداعية التعبيرية، وذلك كما تتمثل في الرسوم التلقائية للأطفال وهو أكثر المستويات أساسية ويعد ضروريا لظهور المستويات التالية جميعا ويتمثل في التعبير عن المستقبل دون حاجة إلى المهارة أو الأصالة أو نوعية الإنتاج. 
  2. مستوى الإبداع الإنتاجي، حيث يظهر الميل لتقييد النشاط الحر التلقائي وضبطه وتحسين أسلوب الأداء في ضوء قواعد معينة. 
  3. مستوى الإبداع الاختراعي، وأهم خصائص هذا المستوى الاختراع والاكتشاف اللذان يتضمنان المرونة في إدراك علاقات جديدة وغير عادية بين الأجزاء التي كانت منفصلة من قبل، كأن يعبر المبتكر بإنتاجه عن طريقة جديدة لإدراك المثيرات. 
  4. مستوى الإبداع التجديدي أو الاستحداثي،  ويتطلب تعديلا مهما في الأسس أو المبادئ العامة التي تحكم ميدانا كليا في الفن أو العلم أو الأدب. 
  5. مستوى الإبداعية المنبثقة، وفي هذا المستوى نجد مبدأ أو افتراضا جديدا تماما ينبثق عند المستوى الأكثر أساسية والأكثر تجريدا، حيث يتطلب هذا النوع من مستويات الابداع إلي فكر أصيل وتنوع في الأفكار المطروحة(  ابوحطب و صادق ،1980 ). 

  

كيفية تنمية الإبداع ؟ 

     يمكننا أن ننمي لدى طلابنا في المدارس من المرحلة الابتدائية وقبلها أيضا ” البستان والتمهيدي ” على التفكير الإبداعي من خلال توفر المعلم المبدع أولا ومن خلال المادة الدراسية الحديثة والحيوية، غير التقليدية ثانيا، مع الاهتمام بتوفير جميع الظروف البيئية الداعمة لذلك ! ويلعب مربي الصف أو المعلم دورا وسيطا إيجابيا ما بين المدرسة والاسرة، حيث ينقل للأسرة مدى إبداع ولدهم في جانب معين أو عدة جوانب متعددة، وذلك على أمل التواصل والاستمرارية والدعم والمتابعة، والمعلم ينقل أيضاً لادارة المدرسة إبداع طلابه ويوفر لهم الدعم المادي من ميزانية المدرسة  والدعم المعنوي والتعزيز المناسب، والمدرسة كجهاز تربوي مركزي تكمل هذا الدور، وبدورها أيضا من خلال المادة الدراسية تقدم المقررات الدراسية المتنوعة بصورة حديثة وشائقة وجذابة، بعيدا ً عن التقليدية ( التي تركز على المعرفة في حد ذاتها فقط )” التربية البنكيه “، فيصبح المعلم هنا ملقنا ً والطالب سلبيا ً، علية أن يستمع ويحفظ !! ، وتأتي الامتحانات الشهرية وآخر العام التدريسي لتقيس هذا الحفظ !؟ …. إن هذا المسار يقتل الإبداع، ويعوق نمو التفكير لدى الطالب (عبد الرازق، 1994 ) . 

 

    وللخروج من هذا المأزق وفي سبيل تطوير واقع العملية التربوية، التي تسمح بنمو الإبداع لدى طلابنا نقترح التالي  :- 

    • – العمل على تنمية جميع جوانب الشخصية بكل مستوياتها بشكل كلي ومتكامل، دون التركيز على جانب دون أو أكثر من جانب آخر. 
    •          تقديم مقررات دراسية تنمي الخيال والاكتشاف، وتتطلب وضع الافتراضات ، فتصبح الكتب وسيلة لتنشيط الذهن، وإثارة للبحث والتجريب، ومع الأسف الشديد فالمتتبع للمعملية التدريسية يلمس الجمود والتقليد وحشو المعلومات في منهاج مدارسنا العربية .  
    •          عدم تقديم معلومات جاهزة مكدسة بين صفحات الكتب، فيتعود الطالب الحفظ دون فهم ونقاش، ومن ثم يتعود عدم الفهم والحفظ !!، فتتعطل العقول عن التفكير والإبداع ،ليكون واقعنا التربوي يتمثل في  طالب همة النجاح فقط، ومعلم غرضه إنهاء المنهاج الدراسي وكأنة في صراع مع الزمن !! متناسيا مصادر التعليم الأساسية – المكتبة ، المختبر، البيئة وغيرها – 
    •          طرح قضايا داعمة للمنهاج الدراسي من اجل تنمية التفكير وملكة الإبداع مثل : طرق الحافظ على البيئة ، أزمة المواصلات ، النزاع السياسي  حول القدس ، الزلزال القادم وطرق النجاة، غير ذلك … 
    •          طرح أسئلة احتمالية مثل : ماذا يحدث لو توقفت حركة المواصلات ؟ ماذا يحدث لو حجبت أشعة الشمس عن كوكبنا الأرضي ؟ ماذا يحدث لو تحولت الغابات إلى صحراء كبرى ؟ ، غير ذلك … 
    •          تغيير صور الامتحانات من أسئلة تقيس التذكر (مثل :ما هي – عدد – اذكر – عرف … وغيرها ) إلى أسئلة تحتاج من الطالب إجابة مفتوحة تثير التفكير وتحترم عقلية المتعلم !! مثل : أن يطلب من الطالب أن يكتب عن طرق المحافظة على البيئة، أو أن نطلب من الطالب كتابة أكبر عدد من علاقات التشابه بين شيئين مختلفين تماما ً مثل الجبال والسهول. 
    •          عرض قائمة كلمات من المنهاج الدراسي، ويتم تدريب الطلاب على كتابة كل ما يخطر في ذهنهم حول كل كلمة، منها  مثلا في اللغة العربية:  – الأمانة – الصدق – الوطن – وغيرها… ( عبد الرزاق ، 1994) . 
    •          التفكير الجانبي ( الأفقي )، هو البحث عن بدائل وطرق واقتراحات وآراء  كثيرة قبل اتخاذ القرار، ويمكن تشبيه ذلك بذاك الذي يحفر حفرا ً كثيرة في مواقع عديدة ، فهو لا يكتفي بحفرة واحدة ، وقد تنبع الفكرة الإبداعية هنا ! (الحمادي ،1999) . 
    •          استخدام طريقة لعب الدور Role Play”” “أي مفهوم ” لتكن شخصا آخر ” تعتبر من الطرق الفردية للتدريب على الإبداع “، يقوم الطالب من خلال هذه الطريقة بممارسة الدور الذي يتفق ودوافعه، وحاجاته، وميوله الإبداعية، إذ يرى الطالب الآخرين من خلال ملاحظته لذاته،ويتعرف على اتجاهاتهم نحو خصائصه وصفاته. وفي هذه الطريقة يتعلم الطالب طرقا ً وأساليب جديدة لممارسة الأعمال، ولتجربة أساليب سلوكية جديدة مما يوسع من آفاق شخصيته، ويسرح في الخيال متجاوزا ً لحدود الواقع المحيط به .يتيح هذا الأسلوب للطالب بالإبداع التلقائي، ويساعده على فهم ذاته أو ما يسمى بالتعلم عن الذات، بالإضافة إلى تمكين الطالب من أن ينطق بخبراته اللاشعورية التي – أحيانا – لم تظهر ولو مرة واحدة على لسانه  (قطامي ، 1990) . 
    • –  طريقة العصف الذهني” Brainstorming ” وهي الطريقة التي ابتكرها  “أوزبورن ” عام 1953، ومن بعده بارنز Parnes)  (وشاعت بعد ذلك شيوعا عظيما. ورغم أنها طريقة للتدريب الجماعي إلا أنها تصلح للتدريب الفردي أيضا. وتتكون جلسة القصف الذهني العادية من جماعة عددها يتراوح بين 6-12 يجلسون حول مائدة مستديرة وينتجون تلقائيا الأفكار التي ترتبط بحل مشكلة معينة. ويجب أن يتوافر في الجلسة الشروط الأربعة الآتية. 
        1. أ. استبعاد أي نوع من الحكم أو النقد أو التقويم في بداية الجلسة، فإحساس الفرد بأن افكارة ستكون موضعاً للنقد منذ ظهورها يكون عاملا كافيا ً للامتناع عن إصدار أفكار أخرى ! . 
        2. ب. تشجيع التداعي الحر الطليق وتقبل جميع الاستجابات. 
        3. جـ. تأكيد كم الاستجابات، لا كيفها، فالمهم هنا كم الأفكار المطروحة في جلسات العصف الذهني ، فالكم يؤدي إلى تنوع الأفكار، وبالتالي إلى جدتها وأصالتها .  
        4. د. مشكلات المناقشة تدور حول تحسين ظاهرة معينة أو الربط بين أطراف متعددة. 

   والهدف من هذه الطريقة هو تحرير المرء من عوامل الكف التي تعوق نشاطه الإبداعي ويتمثل ذلك على وجه الخصوص في تحريره من آثار الحكم الناقض ، سواء كان يعمل بمفرده أو في جماعة (الحمادي، 1999; ابو حطب و صادق، 1980) . 

  • – تمرير المعلومات الدراسية عن طريق الحوار أو الجولات أو الفنون أو التمثيل أو الدراما . 
  •           استغلال واقع اثر القصة الهادفة المعبرة على نفوس الطلاب، ويمكننا أن نروي قصة قصيرة ومن ثم نفتح الحوار لملكة التفكير عند طلابنا للتعبير والإبداع النافع، وهذه قصة قصيرة جدا قد أعجبتني  بعنوان ” الصياد والفيلة ” يمكن أن تعتبر من الطرق الحديثة لتطوير وتنمية الإبداع عند طلابنا من خلال فتح حوار متعدد الأبعاد والأهداف، يشمل التعبير عن الأحاسيس والمشاعر والتفكير المنطقي أيضا !! 
  •            ” في إحدى الغابات الإفريقية، حفر الصيادون حفرة كبيرة، غطوها بالأغصان وأوراق الشجر، وتركوها إلى أن يسقط فيها، حيوان يأخذونه حيا إلى حدائق الحيوان. 

        وفي الصباح، اقترب قطيع من الأفيال، كانت الأفيال تبحث عن ماء تشرب منه، وفجأة ارتفع صوت أغصان تتحطم وسقط الفيل الذي كان يسير في المقدمة في  حفرة الصيادين. وتوقفت الأفيال، وقد ملأتها الدهشة والمفاجأة، وعندما فهمت حقيقة ما حدث، رفعت خراطيمها، إلى أعلى، وأطلقت صيحات الغضب …  وفجأة اتجه أحد الفيلة إلى شجرة كبيرة، قطع منها غصنا ألقى به في الحفرة .. ثم قطع غصنا آخر ألقاه أيضا في الحفرة .. وبسرعة اشترك قطيع الأفيال كله، في قطع الأغصان والقائها في الحفرة. 

  بدأ قاع الحفرة يرتفع، وقد امتلأ بالأغصان، وبعد قليل كان في استطاعة الفيل الذي يقود القطيع أن يخرج من الحفرة التي امتلأت بالأغصان، وأن ينطلق ثانية في مقدمة القطيع، وقد ارتفعت خراطيم أفراده في الهواء، وهي تطلق هذه المرة صيحات النصر ! ( الكيلاني ، 1996) . 

        ففي الوقت التي تعطي هذه الحكاية معلومات أولية مبسطة  عن وجود الغابات والأفيال في إفريقيا، وطريقة التعبير عن الغضب والفرح عند  الأفيال، وذلك برفع خراطيمها إلى أعلى، وإصدار صيحات من نوع مميز، فإننا نعرف الطالب من خلال سرد القصة، على طرق تطوير الخيال، واساليب البحث عن مخرج عند المآزق، والتفكير الإبداعي في طرق حل المشاكل او الارتقاء  للأحسن أو التعبير عن العواطف أو طرح حلول بديلة أو لعب دور الفيل وهو في الحفرة، ويمكننا هنا أيضا أن نضـع أســـئلة حول القـطعـة، أو إثارة التفكير عند الطالب كي يتوصل إلى حل أو مخرج ذكي في حال مواجهته المشكلة، وقد يكون تطوير الإبداع هنا، عبر توصل الطالب إلى العبرة من القصة، كما ويمكننا أيضا  أن نبدل عـنوان القصـة، او أن نعمل بطـاقات ورسومات تتناسب مع أحداث القصة وغيرة مما قد ينمي التفكير الإبداعي لطلابنا. 

           ومن الطرق الحديثة والمهمة جدا ً لاكتشاف الإبداع عند طلابنا، استخدام طريقة الكتابة الإبداعية، ومن خلال تجربتي في هذا الميدان مع طلاب مدارسنا العربية، وجدت أن الطالب إذا توفرت له الفرصة للإبداع فسوف يبدع  !! وعندما نؤمن نحن المعلمين بمبدأ القدرة عند الطالب ، أي كل طالب يستطيع ‍‍، يستطيع أن ينجح، يستطيع أن يبدع، يستطيع أن يفكر، ويرتقي بقدرته التفكيرية والإبداعية، فما علينا إلا أن نؤمن أولا بقدرة طلابنا، ومن ثم إعطاء الفرصة لهم كي يحققون أنفسهم ،  وبعدها ، فسنرى الأمور بغير ما اعتدنا عليها، بل قد نرى طلابا مبدعين لم نعهدهم من قبل. 

  

ومن اجل الاستمرار في إخراج باكورة الإبداع عند طلابنا الأعزاء ،  اقترح  النقاط التالية : – 

      • – التدريب على إنتاج أفكار جديدة. 
      • – إثارة الدافعية للبحث والاكتشاف. 
      • – التنافس في مجال إخراج التفكير الإبداعي. 
      • – زيادة الثقة بالنفس. 
      • – احترام الآراء المختلفة. 
      • – فتح النقاش الفكري ، مع توفير الجو المناسب لذلك . 
      • – تشجيع حرية الكلام. 
      • – تقديم الإرشاد للطلاب حول ، طرق الاستفادة من المعلومات. 
      • – فتح صفوف خاصة للمبدعين . 
      • – توجيه الأطفال نحو” التربية الإيمانية ” في سبيل تعزيز العلاقة مع الخالق المبدع . 
      • – أن تهتم مجلات الأطفال بالتفكير من حيث إثارة  المسائل والتمارين الذهنية. 
      • – تشجيع وتعزيز الطالب المبدع ، أمام جميع طلاب المدرسة . 
      • – تقدير الفكرة الإبداعية، واحترامها من قبل المدرسة والأسرة ومؤسسات الطفولة المحلية. 
      • – عمل برامج  ” دورات ” توجيه وإرشاد المبدعين. 
      • – تعليم الأطفال طرق حل المشاكل. 
      • – تشجيع عادة المطالعة ، وتخصيص أسبوع للمطالعة الثقافية . 
      • – الاهتمام بموضوع فهم المقروء. 
      • – ابتكار ألعاب تنمي الذهن والتفكير لدى الطلاب. 
      • – تعزيز علاقة الإنسان بالطبيعة  الجميلة، لما لها علاقة بالمشاهدة والمتابعة والبحث والتفكير. 
      • – إعداد البيئة المناسبة في البيت والمدرسة للتعبير عن الأفكار الإبداعية. 
      • – الاهتمام من قبل المربين بالتدريب الفردي للمبدعين. 
      • – تطوير طرق التفكير وحل المشاكل . 
      • – تطوير طرق تنمية الإبداع. 
      • – الاهتمام بموضوع الصحة العامة “العقل السليم في الجسم السليم”. 
      • – الاهتمام بإجراء مسابقات الإبداع المحلية في الكتابة الإبداعية ، الفن ، العلوم . 

  

 صفات الشخص المبدع  : 

    يتميز الشخص المبدع بمجموعة من الخصائص والصفات… من أبرزها ما يلي: 

      • –  درجة ذكائه أعلى من المتوسط. 
      • –  سرعة تقدمه نحو الإجادة في العمل. 
      • – إحساسه المتميز بالبيئة المحيطة به من حوله. 
      • – إحساسه الصادق بالرضا والارتياح النفسي لممارسة عمله. 
      • – قدرته على إعطاء عدد من الحلول البديلة لمشكلة ما. 
      • –  قدرته على إقناع الآخرين. 
      • – يعمل بكل ثقة وعزم. 
      • – يتحدى نفسه في تحقيق الأمور الصعبة. 
      • يفضل أن يتابع المسائل بنفسه، ولا يعتمد على الآخرين إلا قليلا
      • – يعتبر خبرته أسمى صور الحقيقة 
      • –  ولعه في العمل أو اللعب بالأشياء غير المحتملة أو غير المتوقعة. 
      • –  تعبيره عن الكيفية التي يرى بها العالم من حوله يتصف بالصدق والأمانة. 
      • –  رصيده من المعلومات أعلى من رصيد الشخص العادي. 
      • –  اهتمامه بتوظيف المعلومات أهم من اهتمامه بالمعلومات ذاتها. 
      • –  اهتمامه بالمعاني الواسعة والعلاقات القائمة بين الأشياء أكبر من اهتمام العاديين. 
      • –  رغبته الصادقة في الاستفادة من إمكانياته الادراكية والمعرفية والتعبيرية. 

–  سماته الشخصية متميزة ومن أبرز هذه الصفات ما يلي: 

تقبل التعقيد – ارتفاع مستوى الغموض – انخفاض مستوى القلق – عدم الخوف من الوقوع في الخطأ – تفضيل الاستجابات الجديدة – روح الدعابة والمرح – الانفتاح الذهني – سعة الخيال – الاجتهاد والنظام – الشعور بالتحدي في مواجهة الأمور الصعبة – الميل إلى التعبير عن العدوان والعنف( شطناوي ،1990 ، منى،1993،قطامي ،1990).                                            

  

خصائص التفكير الإبداعي: 

من اجل أن يكون هناك تفكير إبداعي ، فلا بد من توفر مجموعة من الخصائص للتفكير الإبداعي أهمها : 

      • – أصيل: أي قادر على إنتاج الجديد من الأفكار والأشياء. 
      • – مرن: أي قادر على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة. 
      • –  مفيد ونافع: أي قابل للتطبيق والانتقال. 
      • – حساس للمشكلات: أي قادر على رؤية وإيجاد حلول مختلفة لها وقادر على ملاحظة النواقص والتناقضات في البيئة. 
      •  – خلق تراكيب جديدة من عناصر قديمة. 
      • – يتحسس طريقه في جميع خطوات عمله فالإحساس هو الوسيلة الأولى في إدراك العمليات والعلاقات. 
      • – يفتح المفكر نفسه للعالم فيصير أكثر قربا إلى ما يحيط به من أشياء فيجعل من عالمه الخارجي وحدة متكاملة مع عالمه الداخلي. 
      • – يفتح المفكر نفسه للعامل الداخلي فتندمج بذلك أحداثه الماضية مع الحاضرة والمستقبلة بأسلوب طبيعي غير متكلف ( شطناوي ،1990).                                                                               

  

كم يمكن لنا أن نضع  توصيات حول أهمية  الإبداع، وطرق تنميته ؟! وما هي في المقابل  الظروف الصعبة التي تمنع من تحقيق الإبداع و تقدم طلابنا ؟،،، و كم تكون حجم الخسارة في حال الإهمال والتقصير من جانبنا إذا كنا نعلم أن بيننا طلابا أذكياء مبدعين،  ولا ندري أين هم، وفي حال وجودهم لا نعلم كيفية التعامل معهم ؟! وكم تكون الفاجعة إذا كنا نعلم أن طالبا ما مبدعا ، ونحاول أن نحبطه أو نتجاهله تحت عنوان ” طالب كثير الغلبة “؟! 0 

ونتساءل هنا متى من الممكن إحداث الانقلاب الجذري والشامل في جهاز التعليم العربي. تشير الدراسات المتعلقة بموضوع الإبداع إلى انه من بين الأشخاص الذين يبلغون الخامسة والأربعين من عمرهم، يوجد حوالي 2% فقط من الأشخاص المبدعين ، بينما تصل نسبتهم بين الأولاد في سن الخامسة إلى 90% (الماضي ، 1999). فهل كلما تقدمنا في العمر يقل الإبداع !؟، أم يضعف أو ينعدم أسلوب التربية الإبداعية في مؤسساتنا التربوية، أين دور المعلم هنا ؟، وأين يقتصر دور الأسرة ؟ فليس بالخبر وحدة يحيا الإنسان !، إن الناظر إلى هذه النسبة المئوية التي تشير إلى    90% من أطفالنا حتى سن الخامسة مبدعين ، تؤكد على الدور الريادي للروضة والمدرسة والأسرة والقائمين على التربية ، ولنا أن نسأل أنفسنا هنا، ماذا عملنا من تنمية الإبداع عن أولادنا ؟! إن أهمية تنمية وتدريب الإبداع عند أطفالنا يجب أن تبدأ مع  مرحلة الطفولة المبكرة !! لذا أوصي بأهمية تبني موضوع الإبداع في البستان ورياض الأطفال، والمدرسة العربية، ومؤسسات الأسرة والطفولة المختلفة. 

  

المراجع 

*  الخطيب ، جمال ، الحديدي ، منى .( 1997 ) ،المدخل إلى التربية الخاصة ،مكتبة الفلاح ، عمان ، الأردن . 

* الكيلاني،نجيب .( 1996) ، أدب الأطفال في ضوء الإسلام ،ط4، مؤسسة الرسالة، بيروت . 

*  الماضي ، رشدي  ،( 1999 ) ” مشروع الإبداع كنموذج قائم للتربية إزاء التربية البديلة في جهاز التعليم العربي ” ، الاولاد وابناء الشبيبة العرب في اسرائيل من الوضع القائم نحو جدول أعمال مستقبلي ، جوينت ، معهد بروكديل ، مركز الأولاد والشبيبة –  القدس. 

* جابر، جابر عبد الحميد. (1982 ) سيكولوجية التعلم، ط6، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر. 

*  جامعة القدس المفتوحة . (1997 )  علم النفس التربوي  ، برنامج التعليم المفتوح ، القدس . 

* جمعية إنسان للأبحاث  . ( 1997 ) ، قالت لي الرياحين ، الكتاب الرابع ، دار المشرق للطباعة والنشر ، شفاعمرو . 

*  شطناوي، عبد الكريم محمد داود. ( 1990 ) طرق تعليم التفكير للأطفال، ط1، عمان، الأردن، دار صفاء. 

– عاقل، فاخر. ( 1977 ) علم النفس التربوي ، بيروت، لبنان، دار العلم للملايين. 

* عبد الرازق ، محمد السيد . ( 1994 )، تنمية الإبداع لدى الأبناء   ، سلسلة سفير التربوية ( 16 ) ، مصر . 

* الزبيدي .(1994)، تاج العروس ،ط1،تحقيق ،علي شيري . 

* قطامي ، يوسف . ( 1990 ) ، تفكير الأطفال تطوره وطرق تعليمه ، ط1 ، الأهلية للنشر والتوزيع ، عمان . 

* منى ، محمود عبد الحليم . ( 1993 ) ، التعليم الأساسي وإبداع التلاميذ ، دار المعرفة الجامعية ، دمنهور ، الإسكندرية .   

* مجلة سماح ،عدد تشرين ثاني ، 1997، المطبعة العربية الحديثة ، القدس . 

* نشرة  مضامين الدراسات التربوية حول الإبداع في فلسطين . ( 2000 ) ،  جبر ، احمد فهيم  ، جامعة القدس المفتوحة ، القدس . 

* الحمادي ،علي .(1999)  30طريقة لتوليد الافكار الابداعية  .ط1 ، دار ابن حزم،بيروت.