مميزات الطفل المثالي هو التحدي الذي يواجهه معظم الأبناء عندما يبحثون عن طريقة لكيف يربون ابنائهم ابداعياً لان الطفل المثالي يجب ان يستطيع أن يتقبّل المسؤوليات · قادر على التحكم بعواطفه · صادق ويثق بنفسه · يتعلم من أخطائه · يحل مشاكله بنفسه · يعرف متى يطلب
نجح بعض او لياء الامور فى تربيه اولادهم التربيه السليمه , وكان هذا بالنسبه لهم وكفاءه ربانيه نتاجها استقراراسرى تفوق الابناء فكريا واجتماعيا ودراسيا , وعلى العكس كانت البيوت الاخرى تحرص على توفير احتياجات اطفالها الرئيسيه من ماكل وملبس ومستلزمات حياتيه اخرى متها المستلزمات الدراسيه وغيرها وهذه البيوت تمر ايامها مع تفاوت عصيب بينن مبادئها المعلقه وواقعها الاليم .
فالمباديء التى يرفعون رايتها عاده ماتكون مبادىء اسلاميه تربويه ناجحه تدعو لسياده الدين وحب العلم وتميز الاخلاق وعلى النقيض تجد حالهمالفعلى من تواضع مستوى اخلاق اولادهم وانهيار فى مستوياتهم العلميه والتربويه فتجدهم فى تناقض عصيب لاينفع معه حينئذ الغضب او قد يصلح معه العلاج هذه الاسر عاده ماتشكو من ابنائها علي الرغم من ان السبب الحقيقي يتمركز في ضعف مستوي الاباء التربوي في نوع الرعايه , فان كانت الرعايه جيده كان النبت باذن الله متميز وان كانت الرعايه سيئه كان النبت كما هو واضح في حياتنا من نماذج قاصره فاشله ضعيفه غير ذات هويه واضحه .
الرعايه كما ذكرنا هي سر النجاح التربويوالرعايه هى محط الاختبار وهي معيار التفرقه مابين نجاح الابن او فشلهوهنا نحن نهتم معا باساليب الرعايه التى سنعود بها ابناءنا , فان نحن اهتممنا بالاساليب االتربويه وتعلمنا كيف ننفذها , عن طريق تعلم تنفيذها بالطريقه الصحيحه , فان النتيجه المتوقعه هي التفوق في تربيه اولادنا باذن الله, اليس كذلك .؟
الرعايه واساليبها المختلفه قدتم اعدادها لكي ترتقي بالبيوت المسلمه الى مستوي النجاح المثالى على مستويين الاول اخلاقي ديني والاخر علمي اجتماعي , وهذه الاساليب سوف نستعرضها معا وسنتعرف علي طريقه تنفيذها كما اننا سنتطرق الي معرفه اهداف كل وسيله وكل هذا ما سيعطينا رؤيه عامه عن منهجيه التفكير في التربيه والتعليم .
تطرقنا من قبل الي استعراض نموذج الطفل وسؤاله عن القطار كيف يسير ونظرنا الي الاساليب التي قد تستخدم مع الطفل من خلال تعامل والديه معه وهناك من الامثله الكثيره , من المهم طبعا ان نستعرض افكارا اخري توضح اساليب الحوار المختلف فى التعامل مع الاطفال بهدف تعليمهم منهجيه التفكير السليم
مميزات الطفل المثالي
سالني أحد الاباء مثلا عن موقف حدث فيه ان جاء الطفل الي ابيه واخيره انه – اى الطفل – يتمني ان يصبح سائقا للتاكسي ؟
رد الطفل :لانه ياخذ اموالا كثيره ,
الاب : بس الفلوس مش كل حاجه
الابن: انا عاوز اطلع سواق تاكس
الاب : انت عاوز بابا يحبك ؟
الابن : ايوه
الاب : علشان بابايحبك لازم تطلع دكتور
وهنا ينتهي الحوار ..!!
والي هنا كان الامر ممتعا بالنسبه للاب حيث استطاع ان يوجه الحديث الى ان يعلم الابن انه يجب ان يصبح طبيبا لكي يحظي بحب ابوه .وليس من المعقول ان نتحكم في عقول ابنائنا الي هذا المستوى من السيطره والذى سيؤدى الى ان يصبح الطفل اما شخصيه ضعيفه تابعه ليس له القدره على اتخاذ قرار او على النقيض الى شخصيه ثوريه يرفض مبدا الخضوع او الطاعه من اساسه , وفي كلا الحالتين فالاباء و الامهات هم السبب .
اعرف ان الاباء يتسائلون الان عن هذا المثال السابق وكيف انه من الممكن ان نتعامل مع الطفل في هذه المرحله؟ ومن المؤكد ان هذا السؤال مهم يحتاج منا الى تخيل اسلوب جديد هذا الاسلوب قديغير موقف الطفل ويساعد معه الاب كالاتى .
الطفل : يتمنى ان بصبح سائق للتاكسي
الاب : من الجميل ان تختار لنفسك وظيفه من الان , ولكن لمذا سائق للتاكس؟
الطفل : علشان بيكسب فلوس كتير
الاب : فلوس كتير!! كام يعنى
الطفل : عشره ,…..عشرين جنيه
الاب :اقول لك كلمه سر ؟!!
الابن : ايوه
الاب : فيه شغل تانى بيجيب فلوس كتير اوى !! وكمان بيساعد الناس وتعرف كمان كل الناس بتحبه,وبرضه الشغل ده بيخلي اللى بيشتغله مهم اوى, يعنى كل ما يدخل مكان كل الناس تسكت علشان هو يتكلم, وكل الناس بترحب بيه , ايه رايك ؟
الابن : ايه الشغل ده ؟
الاب : شغل كبير اوى , ومهم فى المستشفى .
الابن : دكتور صح !!
الاب : ايوه ياحبيبى وانت عارف كمان ان باباوماما هيحبوك اوى لو طلعت دكتور !!
الابن : ………………. (ماذا تتوقع ان يرد الابن على الاب )
الحواريه التلقينية
وهنا قد اكتسببنا مهاره حواريه جيده مع الابناء,ممتازه فى التعامل عن طريق اعطاء البدائل المناسبه ولكن عن طريق عرض المميزات قبل عرض البديل وهذا مهم جدا فى تشويق الاطفالوجذب انتباههم . ولكن هذا الاسلوب ماذال متمسك بكونه يفرض شخصيه الاباء ورغبتهم على شخصيه الابناء مع انها اكثر مهاره واحترافا فى تسخير رغبات الابناء الا اننا لم نصل بالطفل الى مرحله التعليم القصوى فان فرصه كهذه يجب ان تستغلها ايها الوالد الي اقصي درجه ممكنه لكي تربي طفلك التربيه المثاليه المتميزه ولكي تصل بطفلك الى النموذج الذى تتمناه في يوم من الايام . ان مجرد الصبر على التربيه هو ما يعطينا الامل فى كون ان هذا الطفل سيتفهم حياته وخيراته عندما يطول به الزمن فيتوغل معنا الى داخل مرحله المراهقه التى هى قمه التمرد وعندها لاينفع التوجيه لان التمرد والثوريه داخل افراد هذا السن لاتسمح لنا بالسيطره عليها, وهذا ماندعو اليه هنا ان نعلمهم منهجيه التفكيرالسليم ,بان ندربه على مقارنه السلبيات والايجابيات واتخاذ القرارات الللازمه لتوفير حياه متميزه والجميل انه صاحب القرار البشرى الوحيدفى نجاحها فقد اصبح متحملا المسؤليه, وليت كل الشباب كذلك .
من الطبيعي ان نجو من الاباء من هم احترافا من الاسلوب الماضى او اسلوب الحواريه التلقينيه , هؤلاء الاباء يهتمون ليس بتلقين ابنائهم لاختيارات شخصيه ليتشربها الابن بكل سلاسه ووضوح واقتناع ولكن بناءعلى معطيات ابويه وقرارات بيتيه منسقه بين الاب والام , فيحيا الابن حياته لمجرد تنفيذ احلام والديه وعلى الرغم من اقتناعه بها , فهذه الرغبات غير متاصله فى نفسه وليست ذات اساس وميول نفسيه فلم تنبع من اختيار ,بل بفرض ابوى خفى باسلوب تلقينى مبدع.
نستعرض هنا اسلوب جديد نسميه الحواريه البنائيه والذى عاده ما يكون هدفه التعرف على احتياج الطفل نفسه من خلال نقاش حوارى بناء يتم فيه اكتشاف رغبات الطفل وميوله الشخصيه ولايتم فيها توجيه هذه الميول ولكن وبكل حياديه نساعد الطفل من خلال تدر ج فى الاسئله بسيط وسهل ان نستوضح معه احتياجاته كما اننا سنعمل على توضيح البدائل له حتى نسمح له باخذ القرار الصائب من خلال استعراض منهجيه التفكير السليمه داخل عقله.
ناقشنى احد الاباء فى موقف طفله, حيث جاء الطفل ينحبر والده انه ( اى الطفل )يتمنى ان يصبح بائع للفول .
تعجب الوالد من الابن بالطبع ونهره وكان من اصحاب الصنف الاول الذين يهتمون بالحواريه التلقينيه وكان التعليق الذى من الممكن ان يكون مفيد جدا هنا ان نستغل هذا الموقف فى تعليم الطفل اسلوب ترتيب الافكار واختيار القرار المثالى مع اختيار الحلول المطروحه جميعها ولهذا افترضنا الحوار الاتى .
الطفل : اتمنى ان اصبح بائعا للفول !!
الاب : رائع يابنى !!بغرابه ولكن لمذا؟
الطفل: لانه بيكسب فلوس كتير! وكمان عنده عربيه بتعته !!
الاب : جميل اوى ؟
الطفل: لا
الاب: ايه كمان ؟
الطفل: علشان الناس كلها بتستناه وكمان اول مابيجي كل الناس بتجري عليه !!
الاب :تقصد انه راجل مهم ومعاه فلوس ؟
الطفل:ايوه
الاب: بعني انت نفسك تبقى راجل مهم ومعاك فلوس !!
الطفل:ايوه
الاب : ممتاز , طيب عربيته احسن ولايكون عندك انت عربيه كبيره
الطفل: عربيه كبيره طبعا
الاب: ويكون عندك سواق ولالأ ؟
الطفل: بسواق
الاب: وايه كمان ؟
الطفل: عربيه كبيره اوي,يكون لونها ابيض , العجل بتعها كبير والسواق يلبس بدله لونها ازرق.
الاب : جميل ,حيبقى شكلها حلو قوي ,مش كده ؟
الطفل : ايوه.
الاب :واللى يبقى عنده عربيه كبيره اوي زي عربيتك وكمان سواق عنده بدله لونها ازرق يبقى اغنى من صاحب عربيه الفول ولا لأ .
الطفل : مفكرا…… طبعا اغنى
الاب : يعني بتاع الفول معاه فلوس كثيره ؟
الطفل : لا!!
الاب : طيب وايه اللى يخليك عاوز فلوس كتير ؟
هنا يبدأالاب بعد ان استعرض فكره طفله واحترام رغبته وناقشه فيها باسلوب تربوى حكيم , يبدأ هنا الاب فى استعراض نفسيه الطفل لمعرفه رغباته واحتياجاته الزمنيه والتى على اساسها سيبدأ اسلوب علاجه فكريا كالآتى .
الطفل :
- انا عاوز فلوس كتيرعلشان اساعد الناس الفقراء
- و(اناعاوز فلوس كتيرعلشان اشتري دبابه وطياره )
- او( انا عاوز فلوس كتير علشان احوشها )
- او (او انا عاوز فلوس كتير علشان اشتري اي حاجه انا عاوزها )
وعلى تنوع رد الطفل عاده ما تختلف شخصيته ويجب علينا ان نلتزم بمعامله الطفل فى كل مره بالاسلوب الحوارى البناء الذى من خلاله يتم برمجه عقليه الطفل ومن الممكن تحسين سلوكه .
فتحليل نموذج الرد الأول للطفل :
- ففى الرد الاول يكون هذا الطفل عاده ذو شخصيه اجتماعيه عاطفيه تميل الى استشعار ضعف الفقراء المحيطين به ولانه ذو شخصيه ايجابيه فانه يحاول جاهدا ان يساعدهم عن طريق اعطائهم الاموال , والجميل هنا ان يكون الولد فى هذه السن ولديه كل هذه المشاعر الايجابيه ولذلك فان من الافضل على الاب والام مباركه موقف الولد وياحبذا لو استطاعا ان يستغلا الموقف افضل من ذلك باثاره الاستفسارات الاتيه لدى الطفل .
الاب :الله ينور عليك ياحبيبى ولكن انت حتساعد الفقراء كلهم ؟
الطفل :ايوه كلهم
الاب :ازاى يعني
الطفل : ادى كل واحد فيهم فلوس كثيره
الاب: والفقير ياخذ منك فلوس ليه ؟
الطفل : لانه محتاج فلوس
الاب : طيب ليه مايشتغلش؟
الطفل : مش حيلاقى شغل
الاب : يعني الافضل انك تعمل ايه ؟
الطفل : اخليه يشتغل
الاب : جميل اوي تعمل مصنع كبير وتخليه يشتغل عندك وايه كمان …..؟
الطفل : ………….؟
وهكذا بدأ الطفل في التفكير باصلاح المجتمع كوحده متكامله متأثره تتساوى فيها مسئوليه الفير , ويتضح له ايضا ان الفلوس ليست هى حل المشكلات الذهبي كما يتخيل معظم الاطفال .
اما نموذج الرد الثانى للطفل :
- انا عاوز فلوس كثيره علشان اشترى مسدس او دبابه او طائره فكل هذه الاسلحه تعبر عن عدوانيه الطفل او قد تكون حماسته ,فان شعور الطفل بالظلم قد يولد رغبه عنده فى ان يجد فى يديه الاشياء التى قد تعيد اليه حقه بالقوه وكذلك قد يكون استشعار الطفل لظلم شديد واقع علي مجموعه من الافراد مثل الذى يحدث الان فى فلسطين , قد يكون ذلك دافعا قويا له فى محاوله لتوفير السلاح ليحرر الارض وينقذ هؤلاء المظلومين .
- ولكن كما ان الخطوره فى ان يكون الطفل مستشعرا العدوانيه الشديده الغير مبرره والتى تنتج من سؤ المعامله فى الاسره او كثره مشاهدته للاعلام المدمر العنيف ولنا بخصوص الاعلام مقاله سنرفقها هنا بأذن الله بعنوان ( الاعلام وثقافه الرعب ) توضح اساليب علاجيه جيده للتعامل النفسى مع الاطفال .
- فى حاله هذا الطفل من المهم ان يتم توضيح معنى القوه بالنسبه للاقوياء وانها ليست مرتبطه بالقسوه والبطش والعنف , وتوضيح المعنى المتعلق بأن القوه الحكيمه المتعلقه بالقياده والسيطره القائمه على الطاعه المبصره من الاتباع هى التى تحرك الافراد لأنشاء نجاحات قويه ومؤثره ومغيره لسلبيات المجتمع كله , وهذا ما يسمى الحكمه وان القوه اضعف بكثير من الحكمه .
الطفل : انا عاوز فلوس كتير علشان اشترى دبابه او طياره او مسدس
الاب : متعجبا ! ليه العنف ده يا حبيبى ؟
الطفل : علشان محدش يعرف يكلمنى
الاب : متسائلا هو علشان محدش يعرف يكلمك لازم تكون ضعيف ؟
الطفل : ا زاى…. انا حيبقى معاى اسلحه كتير , وكل الناس هتخاف منى !!
الاب : يعنى كل الناس هتخاف من السلاح اللى معاك , مش حتخاف منك
الطفل : لا حيخافوا منى برضه.
الاب : طيب … ممكن اسألك سؤال ؟ وتجوابنى بصراحه لو سمحت ؟
الطفل : ايوه
الاب : هل ممكن يبقى فى رجل قوى وكل الناس تحبه ؟
الطفل : متعجبا ممكن
الاب : طيب ويبقى رأيك ايه فى هذا الرجل ؟
اللى كل الناس بتحبه وبتسمع كلامه وكمان الناس الوحشين بيخفه منه !!
الطفل : راجل كويس
الاب : متعجبا … بس … راجل كويس بس .
الطفل كويس اوى
الاب : يعنى ما نفسكشى فى انك تكون كل الناس تحبك وتخاف منك الناس الوحشين بس وتمشى فى الشارع
كل الناس تقف تسلم عليك وكمان عسكرى المرور يضربلك تعظيم سلام .
الطفل : ايوه طبعا .
الاب : هل ساعتها بقى محتاج المسدس او الدبابه
الطفل : ممكن
الاب : ايوه بس مع مين ؟
الطفل : مع الناس الوحشين بس
الاب : الله ينور عليك… بس انت عارف …. مش لو الناس الوحشين كانو بيخافوا من شخصيتك قوى , وبينفذوا كل اللى بتقول عليه هل ستحتاج المسدس ؟
الطفل : لأطبعا
الاب : المهم دلوقتى … ان احنا نتعلم ازاى يبقى عندنا شخصيه قويه وكل الناس الحلوين يحبونا ويسعدونا وكل الناس الوحشين يخافوا مننا ويسمعوا كلمنا . صح .
الطفل : ايوه صح
الاب : ازاى بأه ياشاطر
الطفل : ………….؟؟
ويستمر الحديث الذى يحاول فيه الاب غرس كل الصفات القياديه الجيده عن طريق توجيه الحديث الى مراكز القوى الشخصيه عند الناجحين والقيادت من البشر ويفضل هنا اعطاء نماذج ناجحه من السيره النبويه وبالطبع تمثل قصه الرسول النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وكيف انه تحمل الاذى فى سبيل نصره الله عز وجل سنين طويله وكيف انه صلى الله عليه وسلم من ان وصل الى الاستعلاء فى الارض بأن دانت له صلى الله عليه وسلم بعد غزوه الخندق فقال صلى الله عليه وسلم (الان نغزوهم ولا يغزونا ) كيف انه صلى الله عليه وسلم لم يقطع شجره ولم يقتل شيخا ولا امرأر ولاطفلا …. صلى الله عليه وسلم .
عاده ما يلجأ كثير من الاباء والامهات الى الهروب ,وكثيرا مايتعللون بأكل العيش او بالسعى في طلب الرزق كما يقولون حتى انك لتجد الرجل يدخل داره ليلا وكل اولاده نائمون ثم اذا تكلمت معه زوجته عن بعض احوال الدار يهرب منها فى كلامه ويكون عندها متمنيا ان تسكت كى يريح عقله من التفكير ومن وجع الدماغ اما الاباء الذين يريدون لاولادهم النجاح فعلا فانهم يستمتعون بالصبر على تربيتهم فان اشد انواع الاهمال هو اهمال الاهل , والتعلل بلانشغال, ولايحسبن الرجل انه اذا كان داعيا ماهرا, يعمل فى خدمه الدين والاسلام من وجهة نظره ثم اذا نظرت لداره واولاده تعرف كم هو بعيد عن تيار المسلمين وتدرك كم ان افكاره تكاد لاتلتقى اطلاقا مع موكب الناجحين من المسلمين . فلا هم ناجحين ولاهم فى مركب الدعاه المخلصين .
بقى لنا هنا ان نستعرض الاحتمالين الثالث والرابع وهما:
- 3 اناعاوز فلوس كتير علشان احوشها .
- 4 انا عاوز فلوس كتير علشان اشتري اى حاجه انا عاوزها .
لم تكن تلك الامثله الاربعه على سبيل الحصر بل هى على سبيل المثال والامثال غيرها كثيره , والهدف هنا
ليس استعراض نماذج الاسئله فقط بل اعطاء نموذج عملى على كيفيه تكوين منهجيه للتفكير عند الطفل .
هذه المنهجيه فى التفكير هى التى ستمكن اطفالنا من مواجهه الحياه بعد ذلك بحلوها ومرها وهى التى ستساعدهم على اختيار افضليه معينه نابعه من اختياراتهم والاجمل والار وع من هذا كله هى التى ستجعل اطفالنا من اصحاب الشخصيات القويه ذات القرارات الواضحه النابعه عن افكار راسخه ومعتقدات ثابته .
النموذج الثالث :
-
3 انا عاوز فلوس كتير علشان احوشها .
قد يكون ردفعل الطفل فى هذه الحاله متعلق بكونه يشعر باهتمام كل من حوله بالاموال وقد يكون اتصاله بهذه الاموال متوقف على تخزينها عن طريق تكوين مخزون استراتيجى يؤمن له حياته من وجهة نظره .
وهذه النظره عاده ما تولد عند الطفل شعورا بالانانيه والبخل كما انها تولد لديه احساس غير عادى باهميه المحافظه على الاموال وخصوصا بعد جمعها للدرجه التى قد تصل به الى حرمان نفسه من المتع الاساسيه للاطفال بل قد تصل الى محاوله الحصول علي ما يمتلكه غير من الاطفال سواء بطريق شرعى او بطريق غير شرعي .
كل تلك المشاعر قد تولد عند الطفل اذا لم نهتم باسلوب العلاج الفكرى المتميز والذى يصل بالطفل فى هذه المرحله الى تعديل اسلوب التفكير لديه وبناء منهجيه للتفكير جديده تقوم على اساس اجتماعى شخصى متكامل يصل بهاالطفل الى مرحله المراهقه ويكون قد اكتمل وجدانه النفسى وكانت حاجاته النفسيه عقلانيه واعيه غير متأثره بسلبيات المجنمع المحيطه به وبغيره من الاطفال ,كل هذا بواسطه التحصينات الفكريه التى يمكن ان نبرمج عليها اطفالنا فى صغرهم .
يكون التركيز عاده فى هذه المرحله عند الاطفال على تأمين حياتهم ضد العجز المادى او تأمين حياتهم ضد متاعب الانفاق والتى قد يكونوا قد لاحظوها اى مناعب الانفاق نتيجه ضعف دخل الاب او عدم تيسر الاسره ماديا و هو ما حرك داخله استشعار الخطر من قله الاموال ولذلك توجه افكاره ناحيه الدفاع عن تلك الحاله المتوقعه حاله الفقر _وذلك بتأمين رصيد مخزون من المال .
و هنا يجب ان يهتم الاب بايضاح سبب المعاناه التى قد تحدث ويهتم ايضا بتوضيح معنى الرزق من عند الله وكذلك ايضاح ان الاموال تكون مفيده عند انفاقها الانفاق السليم وليس بتخزينها او تجميعها .
الطفل : انا عاوز فلوس كتير علشان احوشها
الاب : ليه يا حبيبى عاوز تحوش الفلوس ؟
الطفل : علشان لما احتاج الفلوس , يكون عندي فلوس
الاب : يعنى حتحوش فلوس كثيره اوى؟
الطفل : كثير
الاب : حتصرف منها ولا لأ ؟
الطفل : هصرف منها شويه صغيرين !!
الاب : وحتجيب الفلوس دى منين ؟
الطفل : حاشتغل كويس !!
الاب : وطبعا حتشتغل كتير علشان تجيب فلوس كتير .. صح
الطفل : ايوه
الاب : وكل ما تتعب اكتر تجيب فلوس اكير … صح
الطفل : ايوه
الاب : وبعد ما تتعب كل التعب ده ونحوش كل الفلوس دى تروح ماتجبش الحاجه اللى انت بتحبها ؟؟
الطفل : لاما انا حجيب اللى انا عاوزه
الاب : كل اللى انت عاوزه ؟
الطفل : لأعلشان الفلوس ما تخلصشى
الاب : طيب لو الشغل بتاعك كويس وبيجيب فلوس كويسه هل حتخاف على الفلوس انها تخلص ؟
الطفل : لأ
الاب : طيب ممكن اسألك سؤال ؟
الطفل : ايوه ممكن
الاب : هو العصافير بتشتغل ايه ؟
الطفل : متعجبا مابتشتغلش !!
الاب : طيب بتجيب اكلها ازاى ؟ وهى مابتشتغلش ومعهاش فلوس؟
الطفل : ضاحكا … العصافير مابتحتجش الفلوس
الاب : ورغم انها ما بتحتجش الفلوس سعيده , وبتاكل وتشرب صح
الطفل : صح وبتطير وبتصوصو
الاب : انت عارف كل ده ليه لان ربنا اللى بيرزقها هو اللى بيرزقنا ولان الله هو الرزاق ,فاحنا لازم مانخفش على الفلوس اوى كده , يعنى لازم نشتغل كويس والرزق على الله.
الطفل : طيب انا اوز فلوس كتير
الاب : اشتغل كويس واشتغل شغلانه كويسه وقول يارب ارزقنى فلوس كتير ربنا حيكرمك ويعطيك من فاضله سبحانه .
الطفل : قد يسأل متعجبا _ وساعتها مش لازم احوش كل الفلوس ؟ صح
االاب : ايوه يا عم لأن ربنا سبحانه بيعطى كل انسان على قدر عمله وبعدين انت لو جبت الفلوس وحوشتها بقى لزمتها ايه ؟
الطفل : مالهاش لازمه
الاب : تخيل لو اعطينا من الفلوس دي للفقراء والمساكين هل حتخلص ؟
الطفل : ايوه ممكن
الاب : تعرف بأه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ما نقص مال من صدقه ” يعنى لو عندك عشره جنيه واخرجت منهم لله ثلاثه جنيه مثلا فان الباقى ممكن يشترى اشياء زى اللى كنت حتشتريها بالعشره جنيه كلهم .وده ببركه ربنا سبحانه وتعالى .
وقد ينتهى الحوار هنا وقد تعلم الطفل عده اشياء اهمها كما ذكرنا تعلمه منهجيه التفكير واستعراض المشاكل الماليه وان اى مشكله يجب ان يكون لها اصول وفروع وان اى موقف له عده اوجه يمكن النظر لها منها فاذا تعقدت مشكله ما فانه قد يظهر الحل اذا نظرنا لها من وجهه نظر اخرى .
كما ان الطفل قد ادرك بواسطه الحوار السابق حسن التوكل على الله عز وجل وادراك ايضا افضليه الصدقه وادراك اسضل استيعاب طبيعه المجهود المتعلق بالعمل وان بذل الجهد عاقبته التيسير مصداقا لقول الله عز وجل “ان الله لايضيع اجر من احسن عملا ”
كما ان الطفل قد يدرك الحكمه من التعليم من المخلوقات من حوله مثل العصافير مصداقا لقول الله عزوجل “افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت ,والى السماء كيف رفعت ,والى الارض كيف سطحت ” .
ويكون التميز الحقيقى الناتج عن هذا الحوار متمثل فى عمق العلاقه الناشئه بين الطفل ووالده والقائمه على حسن الحوار والابداع فى التربيه فهو مما ينشىء علاقه حميده قائمه على هدوء الوالد فى بيته وانتظامه فى طاعه اوامر كل من والده ووالدته , وسيتضح مع الوقت ان الاسلوب السائد للتربيه والتعامل فى البيت قد اصبح قائما على الحب فقط وان الترهيب قد وصل للمرحله الحرجه عند الاستخدام النادر فى حاله الازمات عندما يفعل الطفل شيئا يتوجب تعنيفه معه او عقابه .
-
4 الطفل : انا عاوز فلوس كتير علشان اشترى اى حاجه انا عاوزها .
كان هذا هو الافتراض الرابع الذى قد يجيب به الطفل فى بدايه الحوار الذى مارسه معه الاب عند مناقشه الاب مع ابنه رغبته فى ان يصبح بائعا للفول .
كل تلك الافتراضات وغيرها تدل على كون ان اى موقف قد يحدث بين الاب وطفله من الممكن وبسهوله استغلاله فى تربيه الطفل التربيه السليمه كما يتراوى للاب ومنهجيته فى التفكير .
ان منهجيه التفكير هى محور البناء الذاتى لأى فرد فى المجتمع والاطفال ليس لديهم القدره الكامله لتعلم المنهجيه الخاصه فى التفكير ,وبفرض التألق مع اوضاع البيئه فان الطفل لايزال ذو خبره محدوده قد تسبب له الكثير من الاحباط والاستسلام والفشل لمجرد ان ابوه او امه لم يتمكنا من برمجته البرمجه العقليه تاكافيه ولمجرد انهم لم يساعدوا ابناءهم فى بناء الشخصيه السويه القائمه على منهجيه عقليه راسخه ومتزنه .
وعاده ما يكون حاجه الطفل فى تلك المرحله هى اشباع الرغبات الاساسيه من تحصيل اكبر كم من المتع من مأكولات وطعام وشراب والعاب وكل ما يمكن تصنيفه كمثيرات للاهتمام من الوان براقه واشكال غريبه وهذا ما تتميز به شركات الدعايه والاعلان حيث تعمل جاهده لاستغلال فضول الطفل فى التأثير على الاباء بشكل دعائى غير اخلاقى . حتى ان تأثير الالوان نفسيا يتغير تبعا للمرحله العمريه وهذه الالوان من المهم ان يتم التعرف على خصائصها النفسيه حيث ان اختلاف الالوان قد يتحكم فى الحاله الشعوريه للطفل وسوف نستعرض تأثير الالوان النفسى باذن الله فى فصل لاحق من هذا الكتاب .
الطفل الذى يرغب فى الحصول على اموال كثيره حتى يتمكن من شراء كل ما يرغب به هو فى الغالب لايهتم بفكره الاجتهاد فى العمل ولا فى كيفيه اتفاق هذا المال , وتعد هذه الحاله من اخطر المشكلات التى قد تواجه الاب او الام فى تربيه ابنائهم حيث ان الطفل فى هذه الحاله يصرون على تحصيل كل ما تشتهيه انفسهم دون المبالاه بالمعانه التى يعانيها الاباء فى كيفيه الحصول على هذه الاموال , وكذلك قد تكون المشكله ليس فى الالحاح المستمر فى الطلب ولكن فى سوء التربيه الناتج عن تواكل هذا الطفل الى المرحله التى قد يستحيل معها توجيه طبيعه الطفل لأن يكون شخصيه ايجابيه بناءه فى المجتمع فهو يحرص على وصول كل انواع الراحه اليه دون ان يتعب فى تحصيلها .
الجميل فى بعض اولياء الامور انهم يعتمدون ان الابن اذا كان تحت سيطره ماليه معينه بان لايأخذ كل ما يطلبه او ان يتم حرمانه من بعض الكماليات , فانهم يعتقدون ان هذا الطفل قد يكون معقد نفسيا وهذا الامر هو ما يدعوهم للتساهل الشديد فى التعامل مع هؤلاء الاطفال فيخرج الطفل مذبذب ,مدلل ,ذو شخصيه تافهه , مهمل فى حياته وهذا الطفل عاده ما يكون ناجح فى الوصول الى مرحله الفشل السريع لأنه تعود فى حياته على الاتكال على والديه وهذا ما سيؤدى به الى نهايه مأساويه التى نسمع عنها ونقرأها يوميا اكبر دليل على ذلك .
ان حرص الطفل المتزايد فى شراء كل ما يريد امر طبيعى سببه الرغبه الفطريه فى التنافس ,هذه الرغبه التى يمكن توجيهها بسهوله لان تكون نواه لاصرار شديد لايخضع لالم ولايلين مع الضغط وهذا الاصرار الذى يصبح معه النجاح بأذن الله امر سهل ,ومن الممكن بقليل من المجهد يتم توجيه تلك الرغبه الى حاله من التنافس القتالى العدوانى والذى تكون الانانيه هى صفته, وبالتالى توجيه تلك الرغبه الى الانغراليه المطلقه او السلبيه المرضيه . وفى كل تلك الظروف والاحوال يكون المنتفع الوحيد او المتضرر الاساسى هو ابنك . الذى هو فلذه كبدك , وهو من سيرفع اسمك ويحمل همك هو نتاج حياتك ,نجاحك ,املك وبالطبع هو محصله عمرك .
وان حرصك على تربيته هو ما دفعك لان تقرأ هذا الكتاب ,وان حبك له هو الذى سيحرك مشاعرك وافكارك لأن تساعده فى تطوير مهارات التفكير لديه ولان تكون لديه مجموعه من الخبرات التى ستساعده , وبأن تعمل جاهدا على ان تنشأ منهجيه للتفكير واضحه وايجابيه وطموحه داخل عقله .
الطفل : انا عاوز فلوس كتير علشان اشترى اى حاجه انا عاوزها .
الاب : اى حاجه زى ايه ؟ (يحاول الاب هنا تفتيت الرغبه لاشعار الطفل بعدم اهميتها )
الطفل : اى حاجه (رد هذا الطفل قد يشير الى ان رغبته ليس فى الشراء ولاكن الرغبه الاساسيه هى الشعور بالقدره على الامتلاك )
الاب : زى ايه يعنى ؟
الطفل : عربيه او طياره
الاب : بس ,وايه كمان
الطفل : اشترى بسكوت وحاجه ساقعه وحاجات كثيره قوى
الاب : ايه كمان ؟
الطفل : بس
الاب : وكل الحاجات دى ,محتاجه فلوس كتير ليه ؟
الطفل : علشان ممكن تخلص ومعرفش اجيب منها تانى
الاب : بس الفلوس من السهل انها تيجى بشرط تشتغل كويس , وكمان تكون بتشتغل شغلانه انت بتحبها !
الطفل : والشغل حيجيب فلوس كتيره
الاب : آه طبعا بس لازم تكون بتحبه , وده يخلينى اسألك سؤال ممكن ؟
(استغل الاب هنا الحوار فى سبيل مساعده الطفل على الاختيار )
الطفل : اتفضل . ( وفى هذه المرحله يعتبر السؤال وسيله فعاله لاكساب الولد احترام للذات واعطاء
الولد اهميه للدرجه التى تجعله الوالد يستأذنه فى ان يسأله )
الاب : انت نفسك تطلع ايه ؟
الطفل : نفسي اكون ظابط او سواق طياره ( قدتكون الاجابه حاضره او يتردد الطفل فى الرد )
الاب : واشمعنا الطياره ؟
الطفل : علشان بتطير بسرعه
الاب : وانت حاسس انك حتنجح انك تكون ظابط او طيار ؟
الطفل : يعنى ايه ؟
الاب : يعنى انت دلوقتى بتاخد قرار تتوف عليه حياتك كلها عارف يعنى ايه ؟
الطفل : يعنى ايه ؟
الاب : لو حددت قرار غلط ,حتشتغل شغل فى وظيفه انت مش مبسوط منها ومحتاج تغيرالوظيفه علشلن تستريح , صح ؟
الطفل : اه ,عايز ابقى مبسوط
الاب : فيه حاجه واحده تخليك مبسوط
تاطفل :ايه هى . (من الطبيعى هنا ان يستغل بعض اولياء الامور الموقف لكى يبرمجوا عقليه الطفل للوصول به
الى الوظيفه التى يحددونها أبنائهم ,كأن يكون طبيبا او مهندسا او غير ذلك . مع ان هذا
الامر قد يكون مباحا ولكن من وجهه نظرنا ليس اخلاقيا فمن حق الطفل ان يختار تبعا
لمواهبه التى يراها بتفسه وليس تبعا للمواهب التى يراها فيه الاخرين وحتى لو كان ابوه
وامه :
الاب : من الممكن ان تصبح دكتور او مهندس او ظابط او طيار او حتى ان تفتح محل او شركه اوغير ذلك , المهم ان تختار انت ما يتناسب مع مواهبك وامكانيابك .
الطفل :وماهى مواهبى و امكانياتى ؟
الاب : انت مواهبك كتير (من المهم هنا اعطاء الثقه للطفل حتى يشعرانه من الممكن ان يكون قادرا على فعل اى شىء بأذن الله تعالى )
الطفل : زى ايه ؟
الاب : انت حتعرفها فى نفسك مع كل يوم فى حياتك وساعتها حتنبسط بيها جدا وهتكون سعيد جدا لأنك بتنجح نجاحك الشخصى زى ………
………(وهنا يعطى الاب امثله واقعيه من البيئه المحيطه بالطفل امثال عمه او خاله او غير ذلك من الشخصيات المحبوبه بالنسبه للطفل ).
وقد يسير الحوار على هذا المنوال ,وقد ينتهى ,المهم ان تأثر الطفل اصبح اكثر , لانه اصبح مطالب باصدار قرار, واصدار هذا القرار يحتاج صلاح فى الفكر وفهم لطبيعه الحياه وهو ماينقص اطفانا بل وتحتاجه عقولهم .
الجميل فى الامر ان الحياه سوف تصبح فى البيوت اكثر امتاعا , فالعلاقه الثنائيه بين الاباء والاطفال قد تطورت وهو ما يعطى استقرار فى المشاعر لدى الاطفال ويعطى المتعه لاولياء الامور فى التمتع بزينه الحياه الدنيا .
يقول الله عز وجل :(“المال والبنون زينه الحياه الدنيا والباقيات الصالحات خير”)
فيالها من اسره وياله من حلم من الممكن ان يتحقق اذا نجحت انت .